طوفان الأقصى- سقوط أقنعة الحداثة الغربية ووهم الحرية الزائف

لا جدال في أن وهج الحداثة الغربية قد أسر الأبصار، وأغرق الإنسان المعاصر في بحر من الولاء لـ"أنوارها" الساطعة، سواء في ميادين الثقافة أو في أروقة السياسة أو في مضمار الاقتصاد. ورغم التداعيات الكارثية التي أفرزها فصل الإنسان عن ينابيع الخير والجمال الأصيلة، جرّاء الانفصال الجذري الذي قامت عليه الحداثة الغربية بين السلطة والدين، وبين الجسد والروح، وبين العلم والأخلاق، والذي تجسد في أهوال الحربين العالميتين، وفي براثن الاستعمار، وفي فظائع الإبادة الجماعية والعرقية التي طالت السكان الأصليين في أصقاع شتى من العالم، كالأمريكيتين ونيوزيلندا وأستراليا وغيرها.
ووسط أتون الحروب التي أعقبت الحرب الباردة والتي ما زالت تخلف وراءها دمارًا شاملاً، فضلاً عن استغلال الشعوب وثرواتها لصالح الغرب ذي النزعة الإمبريالية، وتلبيةً لمقتضيات الرأسمالية الاحتكارية الشرسة، ورغم كل هذه المآسي، لم ندرك بعد خفوت نور الحداثة وسقوط أوهامها الزائفة.
وعلى الرغم من سهام النقد التي وجهتها الفلسفة المعاصرة إلى الحداثة، والتي انبثقت عنها تيارات ما بعد الحداثة في شتى المجالات، من الفن إلى الهندسة المعمارية، ومن التقنية إلى العلوم والأخلاق، لم نستطع أن نتبين غور الخلل الذي أصاب ما بعد الحداثة في تطبيقاتها الغربية، وأن نعي أنها ليست سوى محاولة بائسة لإحياء جسد لفظ أنفاسه الأخيرة.
لقد وجدنا أنفسنا أسرى دوامة لا نهاية لها، لا سيما في العالم العربي والإسلامي، وذلك نتيجة للاغتراب الثقافي الذي لم نتحرر منه بعد، والذي يمثل أحد مظاهر التبعية الثقافية والفكرية والسياسية، قبل الاقتصادية، وكأننا عالقون في عجلة إيكسيون الأسطورية، ندور فيها بلا أمل في النجاة، كما تحكي الأسطورة الإغريقية.
إلا أن أحداث طوفان الأقصى في السابع من أكتوبر/ تشرين الأول 2023 كانت بمثابة الصدمة العنيفة التي أزاحت الغشاوة عن أعيننا، وكشفت زيف الأنوار الخادعة لحداثة تمكنت، بفضل آلة الإعلام الضخمة والعولمة المتوحشة، من تجديد أقنعتها، مستغلةً مدارات الانبهار ببريق الاستهلاك التي وقع فيها الإنسان المعاصر عن عمد، مدفوعًا باللذة والمتعة والشهوات، حيث لا مكان للأخلاق والقيم والمثل العليا.
وهكذا تحول الإنسان إلى مجرد ترس في آلة ضخمة تديرها الرأسمالية الاحتكارية بجهاز تحكم عن بعد، وذلك عبر تضخيم مستويات الغريزة فيه، بما في ذلك غريزة العنف والقتل، لتنتصر بذلك رغبته الدفينة في السيطرة والتملك والاستبداد.
لقد كان طوفان الأقصى بمثابة جرس إنذار وجداني وروحي قبل أن يكون حدثًا ثقافيًا وسياسيًا للمجتمع العالمي الذي توحد في مسيرات ومظاهرات عارمة، وارتفعت أصواته المنددة بالظلم والشر المتفشي في الشرق الأوسط كالسيل الجارف الذي اقتلع معه أقنعة الزيف والخديعة، ليكتشف العالم أن هناك شعبًا ما زال يرزح تحت نير الاستعمار والاستيطان الإحلالي، ويعيش ويموت في اليوم آلاف المرات، جراء إبادة عرقية وإثنية لا مثيل لها في تاريخ البشرية، بعد أن تمكن الغرب، عبر إعلامه وعولمته، من تعتيم أبصارنا وشل بصائرنا ومحو فلسطين من ذاكرتنا الجمعية، كما فعل بتاريخ استعماره الدموي، وجعل الضحية فينا تتعايش مع الجلاد، بل وتفتنه.
لقد انكشف للعالم أجمع أن بشاعة القتل والتهجير والتطهير العرقي التي يمارسها كيان إمبريالي توسعي واحتكاري اسمه إسرائيل لا تضاهيها أي فظائع مماثلة حدثت في الحروب السابقة، بدءًا بالحربين العالميتين الأولى والثانية، ومرورًا بالإبادة التي ارتكبها العرق الأبيض الغربي بحق الهنود الحمر في الأمريكيتين، والأبورجيين في أستراليا، والماوري في نيوزيلندا، وصولًا إلى جميع الحروب التي شهدتها القرون الوسطى والحروب الدينية في أوروبا.
وإذا كانت الهولوكوست قد فاقت بشاعتها كل ما سبقها من فظائع، فإنها لم تقتصر على حرق اليهود وقتلهم، بل شملت اليهود والسلاف والغجر وذوي العاهات والأمراض النفسية والمجانين، وفق ما كانت تقتضيه النزعة العرقية الآرية، على الرغم من أن الصهيونية، كنزعة استعمارية ورؤية أيديولوجية، اتخذت من اليهودية ومعاداة السامية ذريعة لتأميم المحرقة وجعلها سلعة حصرية لليهود دون غيرهم من الضحايا.
وانطلاقًا من هذه السلعة التجارية، باتت إسرائيل تبرر حقها الزائف في الوجود من خلال القتل الهمجي والمنهجي لشعب أعزل باسم الحداثة والأنوار، مدعيةً أنها الممثل الشرعي للحداثة في الشرق الأوسط، بما في ذلك زعمها الدفاع عن الأنوار والحضارة الغربية نيابة عن الغرب نفسه ضد قوى الشر، التي ليست سوى المقاومة في فلسطين والشرق الأوسط، حيث أصبح محور المقاومة في المعجم الصهيوني الأميركي والأوروبي مرادفًا موضوعيًا للشر والإرهاب.
وهكذا انقلبت الموازين، وتحولت القوى الفاعلة إلى قوى ارتكاسية، والقوى الارتكاسية إلى قوى فاعلة، إذا جاز لنا أن نستعير مفاهيم فريدريك نيتشه الذي أعلن موت الإله، منتصرًا للسوبرمان، أو الإنسان الأسمى، الذي ليس سوى الإنسان الأقوى، ومعلنًا استئناف الحداثة لدورتها الإحيائية الداروينية فيما بعد الحداثة، غافلاً عن أن موت الإله هو إيذان بموت الإنسان.
وما بعد الحداثة سوى العودة الانحدارية إلى العبث والعدمية، وهي العودة التي عبدت طريقها الرأسمالية الاحتكارية التي تقودها الولايات المتحدة الأميركية في العالم، وفي الشرق الأوسط تحديدًا، وما صفقة القرن في إعادة صياغة خريطة الشرق الأوسط الجديد سوى مثال صارخ على تجدد أقنعة الحداثة النافية للحق والعدل والعقل والأخلاق، بعد أن انتصرت لعقلانية القتل والإبادة، وهي عقلانية الفصل بين الجوهر والعرض، بين العلة والمعلول، بين الجسد والروح، بين الله والإنسان.
وهكذا تحولت الدولة الحديثة التي تأسست سياسيًا في عرف الحداثة على حقوق الإنسان والمساواة والأخوة، كما تجسدت في الشعارات الأنوارية للثورة الفرنسية لسنة 1789، إلى دولة للتمييز العنصري والتفضيل الثقافي-العرقي، وأصبح الغرب هو أصل التقدم والحضارة والأنوار، وعليه مهمة أخلاقية سامية تتمثل في نقل الشعوب البدائية، التي ليست سوى باقي العالم، إلى الحضارة والتقدم، وهو ما كانت تدعيه الصهيونية منذ أول مؤتمر لها بقيادة هرتزل سنة 1897، وما تزال بقيادة نتنياهو وعموم اليمين الإسرائيلي إلى اليوم.
ولعل كلمة نتنياهو أمام أعضاء الكونغرس الأميركي 25 يوليو/ تموز 2024، وخطابه أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة 27 سبتمبر/ أيلول 2024، هما مثالان ضمن أمثلة عديدة على خطاب التفوق العرقي والحضاري لإسرائيل، ممثلة الغرب في الشرق الأوسط.
إن المساواة التي شكلت جوهر الاجتماعي والثقافي في خطاب الحداثة تحولت إلى مركزية إثنية تجسدت في إسرائيل، شعب الله المختار، وتحولت العلمانية التي تفيد بفصل الدين عن السياسة، إلى مركزية دينية فوق الأديان، وفوق السياسة نفسها، وقد تأسست إسرائيل على هوية دينية مصطنعة.
وإذا كانت الدولة الحديثة في عرف الحداثة وأنوارها دولة محايدة لا دين لها، فإن إسرائيل دينها وجوهرها السياسي يهودي بإقرار واعتراف غربي، وبالمقابل تحولت هوية المقاومة الثقافية إلى هوية دينية مقيتة، وتحول الإسلام إلى إرهاب، وأصبح أصحاب الأرض وسكانها الأصليون والشرعيون إرهابيين ومليشيات تهدد السلم العالمي والحضارة الغربية، وتحولت الأخوة في الإنسانية إلى مشرط بيولوجي بموجبه تحول العرق إلى فاصل بين الأخ والعدو، بحيث كل من يقع خارج العرق الأبيض صار عدوًا وجب قتله وتهجيره واستباحة أرضه وماله وعرضه وذويه.
لقد اكتشفنا كما العالم من خلال طوفان الأقصى وما تلاه من أحداث دامية العوالم الكامنة والمستترة للكيان الإسرائيلي، وهو يقيم العقلانية التي وصفتها الحداثة كأساس لنظام المعرفة والعلم والحياة المدنية على بيروقراطية للميز العنصري بين إثنيات إسرائيل اليهودية نفسها، بين الأشكناز، يهود أوروبا الغربية، وهي الإثنية الراقية التي تتحكم في مفاصل إسرائيل سياسيًا واقتصاديًا وثقافيًا، والسفارديم، يهود أوروبا الشرقية، والحريديم، يهود أوروبا الشرقية، والمزراحيين، يهود المنطقة المغاربية بشمال إفريقيا، ويهود الفلاشا، يهود إثيوبيا والبلدان المجاورة.. إلخ من التشكيلات الإثنية التي تحولت معها البيروقراطية الإسرائيلية إلى نزعة تمييزية عنصرية بين اليهود أنفسهم، وهو ما ينطبق بشكل فظيع على عرب 1948، أو ما يسمى بعرب إسرائيل، والذين على المستوى السياسي هم مواطنون إسرائيليون.
لقد تحولت هذه البيروقراطية التي تأسست على التجريد والتصنيف، وعلى التقرير لا التأويل، وعلى المساواة أمام القانون إلى توليتارية استبدادية في كيان يدعي أنه الديمقراطية الوحيدة في الشرق الأوسط.
وعلى أساس غياب دستور مكتوب لهذا الكيان، وتحكم اللوبي الديني والاقتصادي في النسق السياسي الداخلي والخارجي لإسرائيل، ناهيك عن عدم امتثال الحكومة لقرارات المحكمة الدستورية داخل إسرائيل، ولا امتثالها لقرارات الشرعية الدولية، فإن هذا الكيان بعيد كل البعد عن الدولة الحديثة التي ترتكز كما تقتضي الحداثة ذلك على الفصل بين السلطات.
وإذا كانت العقلانية في عرف الحداثة تنتصر للحق، فإن العقلانية في تجلياتها الغربية والإسرائيلية، قد انتصرت للقوة، فالسلام هو سلام الأقوياء، كما قال بنيامين نتنياهو في خطابه أمام الكنيست الإسرائيلي يوم 30 أكتوبر/ تشرين الأول 2024، وهو خطاب القوة نفسه الذي يتم تداوله في الحقيقة منذ 1948 تاريخ ميلاد الكيان الإسرائيلي بقرار جائر من الأمم المتحدة، والذي شكل جوهر خطابات ديفيد بن غوريون، وموشيه شاريت، وغولدا مائير، وإسحاق رابين، ومناحيم بيجن، وإسحاق شامير، وإيهود باراك، وأرييل شارون، وإيهود أولمرت… إلخ من رؤساء وزراء إسرائيل، حيث يستوي في ذلك حزب ماباي، بحزب العمل، بحزب كاديما، بحزب الليكود…إلخ، حيث الفروق والاختلافات لا تخفي النزعة الاحتلالية الاستيطانية، ما دام أن الصهيونية هي أسّ وأساس إسرائيل.
وبذلك صار السلام استسلامًا، والمقاومة إرهابًا، بعد أن أصبحت فلسطين "أرضًا بلا شعب لشعب بلا أرض".
وهكذا تحولت العقلانية إلى تمجيد احتفالي للقوة والجبروت، وهو ما يفسر الاشتغال التزويري على التوراة وتحويلها من نص أدبي- ديني أخلاقي إلى نص تاريخي وأيديولوجي يمجد قوة شعب الله "المختار" ويبرر آلة القتل الصهيوني من أجل أرض الميعاد.
لقد كان الهمّ الحقيقي وراء ثورات الحداثة الفكرية هو تكريس الأنوار وترسيخها في الحياة اليومية للناس انتصارًا للحرية، ومنها انطلقت شعارات الحداثة بالحق في تقرير المصير، وفي الحريات المدنية والسياسية والثقافية، وهي في مجملها تتفرع عن الحرية كقيمة مركزية في الحداثة.
ولكن طوفان الأقصى وما كشفه من قهر وحرمان عاشهما الفلسطيني وما يزال منذ 1948 إلى اليوم وفق إستراتيجية جغرافية الكارثة بتعبير أبراهام مليسر في كتابه "صناعة معاداة السامية"، حيث حولت إسرائيل الضفة الغربية وغزة بعد فصلهما إلى كيبوتسات ومستوطنات وكانتونات، من خلال جدار الفصل العنصري قرب الخط الأخضر، كما حولت تل أبيب والمدن المحتلة الأخرى إلى مدارات للفصل السكني والمجالي بين مختلف تشكيلات اليهود الإثنية من جهة، وعرب إسرائيل الفلسطينيين من جهة ثانية، حيث أصبحت الحرية للإسرائيليين مرادفًا موضوعيًا لسجن واستعباد الفلسطينيين، فالإسرائيلي حرّ بالميلاد، والفلسطيني سجين بالولادة، وكل مطلب للحرية من قبل الفلسطيني يعتبر إرهابًا ورفضًا للحداثة الغربية إسرائيلية التطبيق.
إن الحداثة وقد تأسست على الحرية في الغرب، أصبحت بمثابة الوصفة الطبية التي يكتبها الطبيب الأميركي والغربي لباقي العالم، ما دام هذا الباقي هو مريض في عيون الحضارة الغربية، وإذا كانت الحرية جوهر الإنسان في كل زمان ومكان، فإن الحرية كما يصفها الطبيب الغربي لا تستقيم إلا بقبول وصفته للحياة، وبالتالي فحربة التعبير وحرية المعتقد وحرية التفكير وحرية السفر والتنقل، وما إلى ذلك من حريات سائلة في زمن الحداثة السائلة بتعبير زيجمونت باومان، تتحدد من خلال معجم الطبيب الغربي.
ولهذا فكل مطابقة مطلوبة في ذاتها، وكل اختلاف مرفوض في ذاته. ولذلك، حينما توحدت شعوب العالم بما في ذلك الغرب نفسه صادحة بصوت واحد لا للشر الإسرائيلي وللإبادة العرقية في حق الفلسطينيين، تحركت آلة القمع في أميركا وفي فرنسا وفي ألمانيا وبريطانيا ودول أخرى باتت ترى في الانتصار للحق لا للقوة، وللمظلوم لا للظالم اعتداءً على مفهوم الحرية والحضارة، ما دامت الحداثة الغربية تصف أصحاب الحق بالإرهابيين في مقاومتهم ومطالبتهم بحقهم في الحرية.
ومثلما كانت العدالة والقضاء مؤسسات بيروقراطية تنتصر للمساواة أمام القانون بغض النظر عن الجنس والدين والعرق، أصبحت بعد طوفان الأقصى مؤسسات للتضييق والمتابعات القضائية والجنائية للناشطين المدنيين والمفكرين والطلبة بتهمة معاداة السامية والإشادة بالإرهاب، وفي ذلك لم يُستثنَ مفكرون في فرنسا وبريطانيا وأميركا، وأصبح انتقاد الصهيونية المسيحية واليهودية وإسرائيل معاداة للسامية، وتم اختزال السامية فقط في اليهودية، بل حتى في داخل إسرائيل تحولت انتقادات دعاة السلام وعدد كبير من يهود العالم إلى معاداة للسامية، بل وإلى احتقار الذات كما يحلو لليمين الإسرائيلي توصيف عدد من المفكرين الذين باتوا في ارتفاع من منتقدي سياسة إسرائيل الصهيونية الاستيطانية الإحلالية من نعوم تشومسكي مرورًا بحنا أرنت وأبراهام مليسر وزيجمونت باومان وبابيه إيلان وآخرين كثر ممن ما يزالون يعيشون المضايقات حتى وهم في أميركا وألمانيا وبريطانيا وفرنسا… إلخ.
ولم تكتفِ الأنظمة الغربية فقط بذلك، بل مارست كل المضايقات الممكنة على المؤسسات القضائية الدولية التي من مهامها وضع حد لجرائم الحرب والإبادة، كما هو الحال في المحكمة الجنائية الدولية، فها هي الولايات المتحدة تفرض، من خلال قانون سنّه مجلس النواب، عقوبات على المحكمة الجنائية الدولية ردًا على إصدارها مذكرة اعتقال في حق نتنياهو ويوآف غالانت بتهم جرائم الحرب والإبادة الجماعية التي تمارسها إسرائيل في حق الفلسطينيين من سكان غزة.
طبعًا هذا الأمر لم يقتصر على الأنظمة الغربية، بل شمل مثقفين ومفكرين بين قوسين، ومثلما انتصر هيغل للاستعمار في نهاية القرن التاسع عشر بعد احتلال فرنسا للجزائر مبشرًا بانتصار الأنوار الأوروبية مدفوعة بالرغبة في نشر الحضارة الغربية على حساب شعوب مستضعفة، صفق هابرماس وكلاوس غونتر ونيكولا ديتلهوف ورينر فورست لإسرائيل، وهي تدك غزة وتبيدها عن بكرة أبيها، مرورًا بعدد كبير من الإعلاميين والصحفيين والكتّاب المنخرطين في الدعاية لليمين المتطرف، والمنظرين للرأسمالية الاحتكارية والإمبريالية في صيغتها الجديدة، حيث تُنقل الديمقراطية على ظهر الدبابات، كما حدث بمرارة في الشرق الأوسط.
إن تحرير العالم من براثن الإمبريالية والرأسمالية الاحتكارية، يمرّ حتمًا عبر تحرير فلسطين، وتحرير فلسطين يمرّ حتمًا عبر التحرر من أوهام الحداثة وأنوار الغرب المزيّفة.